من روائع الإمام الشافعي

ولما قسا قلبي وضاقت مذاهبي    ****  جعلت الرجا منى لعفوك سلمــــــــا
تعاظمنى ذنبي فلما قرنتــــــــه     ****   بعفوك ربي كان عفوك اعظمـــــــــا
فما زلت ذا عفوعن الذنب لم تزل    ****  تجود وتعفو منة وتكرمــــــــــــــــــــا
فلولاك لمايصمد لابليس عابــــد     ****   فكيف وقد اغوى صفيك ادمـــــــــــا
فلله در العارف النــــــــدب انه        ****   تفيض لفرط الوجد اجفانــه دمـــــــا
يقيم اذا ما الليل مـــد ظلامـــــه     ****   على نفسه من شدة الخوف مأتما
فصيحا اذا ماكان في ذكر ربــه        ****   وفي ماسواه في الورى كان اعجما
ويذكر اياما مضت من شبابــــه       ****   وماكان فيها بالجهالة اجرمـــــــــــــا
قصار قرين الهم طول نهـــــــــــاره   ****   اخا الشهد والنجوى اذا الليل اظلما
يقول حبيبي انت سؤلى وبغيتى    ****    كفى بك للراجين سؤلا ومغنمــــــا
الست الذي غذيتنى وهديتنــــى    ****   ولازلت منانـا على ومنعــــــمــــــــا
عسى من له الاحسان يغفر زلتى  ****    ويستر اوزارى وما قد تقدمــــــــــــا
الصديق الصدوق
إذا المرء لا يرعاك إلا تكلفـــــــــــــــا … فدعه ولا تكثر عليه التأسفــــــــا
ففي الناس أبدال وفي الترك راحــة … وفي القلب صبر للحبيب وإن جفا
فما كل من تهواه يهواك قلبــــــــــه … ولا كل من صافيته لك قد صفــــــا
إذا لم يكن صفو الوداد طبيعــــــــــة … فلا خير في ود يجيء تكلفــــــــــا
ولا خير في خل يخون خليلــــــــــه … ويلقاه من بعد المودة بالجفـــــــــا
وينكر عيشا قد تقادم عهـــــــــــده … ويظهر سرا كان بالأمس قد خفــــا
سلام على الدنيا إذا لم يكن بهــــا … صديق صدوق صادق الوعد منصفا